368 ـ سليمان القانوني (1494 ـ 1566م)

سلطان عثماني (1520 ـ 1566)، وهو الابن الوحيد للسلطان سليم الأول ابن السلطان بايزيد الثاني وخليفته، وهو عاشر سلاطين آل عثمان. يعرف بـ (سليمان الكبير) أو (سليمان القانوني) واشتهر بالقانوني نظراً للقوانين العديدة التي وضعها مثل قوانين تنظيم الجيش، والشرطة، والإقطاع الحربي، وملكية الأرض، ..الخ وفي عهده بلغت الإمبراطورية العثمانية أوجها سياسياً وعسكرياً ثقافياً، وعرفت نهضة مرموقة في التشريع والأدب وفن العمارة. حتى لقبه أهل أوربا بـ (سليمان العظيم).

ولد في استانبول، اشتغل في مطلع حياته العملية كحاكم  لإقليم في القرم أثناء حكم جده السلطان بايزيد الثاني، ولمنطقة أخرى في غرب أسيا الصغرى أثناء ولاية ولاية والده سليم الأول. وتمتع بهارات عسكرية عالية، فشارك بنفسه في ثلاث عشرة حرباً عظيمة، وكان له فتوحات كثيرة في أوروبا وأسيا، ومن أبرز فتوحاته: فتح بلجراد عام 1521م، ورودس في العام التالي 1522م، وانتصر على المجر عام 1526م، وحاصر فينا في عام 1529م، ولكنه رفع الحصار عنها بسبب حلول الشتاء المبكر وصعوبة المواصلات. وعقد معاهدة صداقة مع فرنسا ليكسبها إلى جانبه في حربه ضد النمسا والبرتغال وأسبانيا. كما شن سليمان الأول ثلاث حملات على بلاد فارس، ولم يحقق النجاح الكامل في الحملة الثالثة، فوقّع على أثرها معاهدة صلح مع الدولة الصفوية. واحتل العراق حينما دخل بغداد وضمها إلى الدولة لتصبح ولاية عثمانية، وضم إليه صنعاء وعدن عام 1538م، وبذلك سيطر على البحر الأحمر حتى باب المندب. واحتل طرابلس الغرب، وحمى تونس من البرتغاليين والأسبان بمعاونة قائد بحريته، خير الدين بربروسا عام 1560م.

أتم تحويل القسطنطينية إلى استانبول عاصمة السلطة العثمانية الإسلامية وشيد فيها المساجد والقباب الذائعة الصيت، منها مسجد السليمانية بالعاصمة استانبول وبه قبره، وقبر سليمان الثاني، وأحمد الثاني. كما زين مساجد مكة ودمشق والقدس وبغداد، وشيد قبر أبي حنيفة في بغداد، وجدد أسوار بيت المقدس، وجدد الكعبة، وقناطر مكة المعلقة.

في السنوات الأخيرة من حكمه حدثت صراعات حادة بين أبنائه، واضطر إلى إعدام ابنه مصطفى نظراً لتسببه في تذمر في آسيا الصغرى. وانتهى صراع آخر بين ابنه سليم وابنه بايزيد عن انتصار سليم وإعدام ابنه بايزيد عام 1561م. ومات وهو يجاهد في المجر.